
زيادة فرص الحمل بعد الزواج مباشرة

الحمل بعد الزواج مباشرة: الدليل الشامل لتعزيز الخصوبة وزيادة فرص الإنجاب
يحلم كثير من الأزواج بحلول البركة وحدوث الحمل في الفترات الأولى من الزواج، متسائلين عن الطرق المثلى لتحقيق هذه الأمنية. فكيف يمكن زيادة فرص الحمل؟ وهل في هذا مخالفة لإرادة الله في تقدير الرزق؟ وما هي الخطوات العملية التي يمكن للزوجين اتباعها؟ وهل توجد وضعيات معينة للممارسة الحميمة تعزز فرص الإنجاب؟ وما هي المكملات الطبيعية المناسبة لكلا الطرفين؟ ومتى يتوجب عليهما استشارة الطبيب؟ ومتى يصبح القلق من تأخر الحمل مبرراً؟ هذا المقال الشامل يجيب عن هذه التساؤلات جميعها، واضعاً نصب عينيه مفهوم الأخذ بالأسباب مع التوكل على الكريم الوهاب.
زيادة فرص الحمل: بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله
بداية، يجب التأكيد على أن الحمل والذرية هما رزق عظيم من الله جل جلاله، وما الخطوات والإرشادات التي سنسردها إلا اتباعٌ لسنة الله في الأخذ بالأسباب التي أمرنا بها. فبوجود هذه الأسباب أو عدمها، فإن مشيئة الله تعالى هي النافذة، فقد يرزق الله الزوجين الذرية من أول لقاء، وقد يؤخر ذلك لحكمة يعلمها. لذا، يجدر بالزوجين السعي والاجتهاد مع القلب المعلق بالله تعالى والثقة في رزقه وتقديره.
دور الزوج في تعزيز الخصوبة وزيادة فرص الحمل
لتحسين صحة الحيوانات المنوية ورفع مستوى الخصوبة، على الزوج اتباع النصائح التالية:
-
التوقف الفوري عن المواد الضارة: يجب الامتناع تماماً عن تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها كالحشيش والأفيون، والمشروبات الكحولية، وجميع الحبوب المهدئة أو المنشطة غير المشروعة. فلهذه المواد تأثير مدمر على صحة الحيوانات المنوية، حيث تشوه شكلها، وتضعف حركتها، وتقلل عددها، وقد تتسبب في إلحاق الضرر بالمادة الوراثية فيها.
-
الإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله: سواء كان ذلك عبر السجائر أو الشيشة أو السجائر الإلكترونية، فإن الدراسات العلمية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن للتدخين أثراً سلبياً بالغاً على خصوبة الرجل وجودة حيواناته المنوية.
-
المحافظة على وزن صحي: إن زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي تشكل عبئاً على الصحة العامة والخصوبة. فقد أظهرت الأبحاث أن الرجال الذين تزيد أوزانهم بمقدار عشرة كيلوغرامات عن الوزن المثالي، تزيد لديهم احتمالية المعاناة من مشاكل العقم بنسبة لا يستهان بها.
-
إدارة الضغوط النفسية: للقلق والتوتر والاضطرابات النفسية تأثير واضح وسلبي على التوازن الهرموني في جسم الرجل، مما ينعكس بدوره على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها.
-
الحرص على النوم الكافي والجيد: يلعب النوم دوراً محورياً في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة، لذا فإن إهماله يؤثر سلباً على الصحة الإنجابية.
-
تجنب تعريض الخصيتين للحرارة المباشرة: كتلك الناتجة عن المياه الساخنة في الحمامات أو استخدام أجهزة الحاسب المحمول على الفخذين لفترات طويلة، إذ أن ارتفاع درجة الحرارة حول الخصيتين يضعف إنتاج الحيوانات المنوية.
-
ممارسة النشاط البدني المنتظم: يعد المشي لمدة نصف ساعة يومياً، أو ممارسة الرياضة المعتدلة، عاملاً مساعداً في تحسين الدورة الدموية والصحة العامة، بما فيها الصحة الإنجابية.
-
الفحص الدوري عند الشعور بأي آلام: إذا شعر الرجل بأي ألم أو انزعاج في منطقة الخصيتين، فيجب عليه التوجه لطبيب المسالك البولية أو الذكورة فوراً، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود دوالي في الخصية، والتي تؤثر سلباً على جودة السائل المنوي.
-
الاهتمام بالتغذية السليمة: يجب أن يعتمد النظام الغذائي على الأطعمة الطازجة والخالية من المواد الحافظة والزيوت المهدرجة، مع الإكثار من الخضروات الورقية كالجرجير والسبانخ، والفواكه خاصة البطيخ والرمان، والمكسرات، والأسماك، والعسل الطبيعي، والأغذية الغنية بمضادات الأكسدة.
-
استخدام المكملات الغذائية المدعمة للخصوبة: تحت إشراف طبي، يمكن اللجوء إلى بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على عناصر مثل الزنك والسيلينيوم والكارنتين، والتي تساعد في تحسين جودة وحركة الحيوانات المنوية، علماً أن الدورة الكاملة لنضج الحيوان المنوي تستغرق حوالي ثلاثة أشهر.
دور الزوجة في تعزيز الخصوبة وزيادة فرص الحمل
أما الزوجة، فيمكنها زيادة فرص الحمل باتباع الإرشادات التالية:
-
الحفاظ على وزن مثالي: تشكل السمنة خطراً على خصوبة المرأة، إذ أن الخلايا الدهنية الزائدة تفرز هرمونات قد تعطل التوازن الهرموني الدقيق في الجسم، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وخلل في عملية التبويض.
-
تحاشي التوتر والقلق: يؤثر الاضطراب النفسي سلباً على التوازن الهرموني للمرأة، مما قد يسبب خللاً في الإباضة، ويغير من طبيعة الإفرازات المهبلية التي تساعد على بقاء الحيوانات المنوية.
-
الامتناع عن التدخين والمواد الضارة: تماماً كما هو الحال لدى الرجل، فإن هذه المواد لها تأثير بالغ الضرر على صحة البويضات وصحة الجهاز التناسلي للمرأة.
-
مراجعة الطبيب عند وجود أعراض غير طبيعية: مثل الألم أثناء الممارسة الحميمة، أو وجود رائحة كريهة، أو حكة في المنطقة الحساسة، فقد تكون هذه الأعراض مؤشراً على وجود التهابات أو فطريات تحتاج إلى علاج.
-
تقنين استهلاك الكافيين: الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قد يؤثر سلباً على خصوبة المرأة.
-
تجنب التمارين الرياضية العنيفة: إن المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لأكثر من خمس ساعات أسبوعياً قد تؤثر سلباً على الخصوبة.
-
الالتزام بنظام غذائي صحي: يشبه ذلك ما هو مطلوب من الرجل، بالتركيز على الأغذية الطبيعية والابتعاد عن المصنعة.
-
الاستعانة ببعض المنتجات الآمنة: بعد استشارة الطبيب، يمكن استخدام بعض المنتجات التي صممت خصيصاً لتحسين بيئة المهبل والرحم لاستقبال الحيوانات المنوية.
-
المبكرة باستشارة الطبيب مع تقدم العمر: إذا كان عمر الزوجة يقترب من الأربعين، فمن المستحب استشارة طبيب النساء والتوليد مبكراً، حتى قبل الزواج.
نقاط مهمة للزوجين معاً
-
الدعاء واللجوء إلى الله: إن التوجه إلى الله بالدعاء والطلب بخشوع وثقة هو الأساس. ويمكن للزوجين أن يداوما على الدعاء بما ورد في القرآن الكريم من دعاء النبي زكريا عليه السلام: "رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"، وكذلك "رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء".
-
استخدام جهاز قياس الإباضة: يساعد هذا الجهاز في تحديد موعد الإباضة بدقة عن طريق قياس مستوى الهرمون الملوتن في البول. يظهر الاختبار نتيجة إيجابية عندما يصبح خط الاختبار أغمق من خط التحكم، مما يشير إلى أن الإباضة ستحدث خلال 12 إلى 36 ساعة. أنسب وقت لاستخدام الجهاز هو من اليوم العاشر للدورة الشهرية، وتكرار الاختبار يومياً حتى الحصول على النتيجة الإيجابية.
-
تجنب المزلقات الضارة أثناء أيام التبويض: معظم المزلقات الشخصية قد تعيق حركة الحيوانات المنوية أو تتلفها. لذا، يفضل تجنبها خلال فترة التبويض، أو استخدام أنواع مخصصة وصديقة للحيوانات المنوية إذا لزم الأمر.
-
الممارسة الحميمة في أوقات الخصوبة: بعد تحديد أيام التبويض بدقة، يجب التركيز على الممارسة الحميمة في هذه الفترة لزيادة احتمالية التلقيح.
متى يجب زيارة الطبيب؟
لا داعي للقلق أو التفكير في استشارة طبية قبل مرور سنة كاملة على الزواج مع استمرار الممارسة الحميمة المنتظمة دون استخدام موانع للحمل. يستثنى من ذلك الحالات التي تكون فيها الزوجة في سن متقدمة (قريبة من الأربعين)، أو إذا كان هناك شك في وجود مشكلة صحية معروفة مسبقاً لدى أي من الطرفين.
هل توجد وضعية جنسية معينة تزيد فرص الحمل؟
من الناحية العلمية، لا توجد وضعية محددة للممارسة الحميمة تزيد من فرص الحمل بشكل قاطع. فأي وضعية تؤدي إلى قذف السائل المنوي داخل المهبل كفيلة بحدوث الحمل. فبعد القذف، تسبح ملايين الحيوانات المنوية عبر عنق الرحم صعوداً إلى الرحم ثم إلى قناتي فالوب بحثاً عن البويضة لتلقيحها. ومع ذلك، ينصح بعض الأطباء بالوضعية التقليدية (الاستلقاء) مع رفع الحوض قليلاً بواسطة وسادة بعد انتهاء العلاقة، ليس لأنها تزيد الفرص بشكل جذري، بل لأنها قد تساعد في منع تسرب بعض السائل المنوي.
كلمة أخيرة
إن التوتر والقلق والشعور بالضغط من المحيطين بسبب تأخر الحمل، كلها عوامل قد تؤثر سلباً على الحالة النفسية للزوجين، مما قد ينعكس بدوره على الخصوبة. لذا، من المهم التعامل مع الموضوع بهدوء وصبر. بعد مرور عام كامل من المحاولات، يمكن للزوج – بداية – التوجه إلى طبيب الذكورة لإجراء الفحوصات اللازمة له، وذلك بطريقة تحفظ كرامته وكرامة زوجته وتجنبيهما الإحراج. إذا كانت نتائج فحوصات الزوج سليمة، فيجب أن يكون داعماً لزوجته ومطمئناً لها، ومشجعاً إياها على زيارة طبيب النساء للتأكد من سلامة وضعها الصحي. يجب أن يظل الأمل في الله كبيراً، والثقة بأن رزق الله واسع، وأن العلم الحديث قد تقدم كثيراً في مجال علاج العقم بوسائل متعددة كالتلقيح الصناعي وزراعة الأجنة. فليجمع الزوجان بين السعي الدؤوب والدعاء الخالص، وليتوكلّا على الله الذي بيده ملكوت كل شيء.






.jpg)



















تعليقات :0