لماذا يتوقف الأزواج عن ممارسة العلاقة الحميمة مع التقدم في العمر؟

العلاقة الحميمة بين الزوجين لا تقتصر على المتعة الجسدية فحسب، بل تمثل رابطاً عاطفياً ونفسياً مهماً ينعكس على جودة الحياة واستقرار الأسرة. ومع ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى أنّ معظم الأزواج يتوقفون عن ممارسة العلاقة الجنسية في مراحل متقدمة من العمر، نتيجة عوامل بيولوجية وصحية ونفسية معقدة.

متوسط الأعمار التي يتوقف فيها الأزواج عن العلاقة

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ماساتشوستس أنّ متوسط العمر الذي يتوقف فيه الرجال عن ممارسة العلاقة الحميمة هو حوالي 64 عاماً، بينما تتوقف النساء في سن أبكر يصل إلى 58 عاماً. ورغم ذلك، يظل هناك استثناءات لافتة؛ فقد بيّنت النتائج أنّ 15% من الرجال و7% من النساء يستمرون في العلاقة الجنسية حتى بعد بلوغهم سن الثمانين.

لماذا تتوقف النساء مبكراً؟

التغيرات الهرمونية لدى المرأة، ولا سيما عند انقطاع الطمث، تمثل السبب الأبرز لتراجع الرغبة الجنسية. إذ تعاني الكثير من النساء من جفاف المهبل وآلام أثناء العلاقة، إلى جانب اضطراب في المزاج وانخفاض في مستوى الهرمونات الأنثوية. إلا أنّ الطب الحديث يتيح حلولاً متعددة، مثل:

• العلاج بالهرمونات البديلة.

• تناول المكملات مثل الكالسيوم وفيتامين D وأوميغا 3.

• ممارسة النشاط البدني المنتظم للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.

التغيرات لدى الرجال مع العمر

أما بالنسبة للرجال، فيرتبط التوقف عن العلاقة بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، مما يؤدي إلى تراجع الرغبة الجنسية وضعف القدرة على الانتصاب. كما أنّ بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية تؤثر بشكل مباشر على الصحة الجنسية.

الجانب النفسي وتأثيره

لا يمكن إغفال البعد النفسي في هذه المسألة؛ فالقلق من الأداء الجنسي، الاكتئاب، الضغوط اليومية، وحتى الخلافات الزوجية كلها عوامل قد تُعجّل بانطفاء الرغبة الحميمة. ولهذا ينصح الخبراء بضرورة التواصل الصريح بين الزوجين ومواجهة التحديات بوعي متبادل.

كيف يمكن إطالة العمر الجنسي للأزواج؟

الخبراء يشددون على أنّ الاهتمام بالصحة العامة هو المفتاح للحفاظ على حياة جنسية أطول وأكثر رضا. ومن أهم النصائح العملية:

• اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.

• ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وزيادة الطاقة.

• النوم الجيد لتجديد الهرمونات وتعزيز المزاج.

• تجنب التدخين والكحول قدر الإمكان.

• مراجعة الأطباء بشكل دوري لمتابعة مستوى الهرمونات وعلاج أي مشكلات مبكراً.

الخلاصة

إنّ توقف الأزواج عن العلاقة الحميمة ليس قدراً محتوماً، بل هو نتيجة لعوامل يمكن إدارتها والسيطرة عليها بدرجات متفاوتة. ومع التقدم الطبي والوعي الصحي، يمكن لكثير من الأزواج الاستمتاع بحياة جنسية مُرضية حتى مراحل متقدمة من العمر، شرط العناية بالجسد والعقل والعاطفة معاً.