
اتساع المهبل

المقدمة الشاملة
تنتشر في المجتمعات المختلفة العديد من المفاهيم الخاطئة والخرافات المتعلقة باتساع المهبل وضيقه، حيث ترتبط هذه المفاهيم بشكل وثيق بالعذرية وممارسة العلاقة الجنسية والولادة الطبيعية. في هذا السياق، من الضروري الفصل بين الحقائق العلمية الثابتة والمعتقدات الشعبية المتداولة، من أجل تكوين فهم صحيح ودقيق لطبيعة الجهاز التناسلي الأنثوي وتغيراته.
الخرافات الشائعة والحقائق العلمية
الخرافة الأولى: العذراء يكون مهبلها ضيقاً بشكل دائم.
الحقيقة العلمية: يختلف ضيق المهبل واتساعه من امرأة إلى أخرى بغض النظر عن العذرية، ويعتمد على عوامل عدة منها التركيب التشريحي الفردي ومدى استرخاء العضلات.
الخرافة الثانية: فقدان العذرية يؤدي إلى اتساع دائم في المهبل.
الحقيقة العلمية: يتميز المهبل بعضلات مرنة تعود إلى حالتها الطبيعية بعد كل علاقة جنسية.
الخرافة الثالثة: الممارسة الجنسية المنتظمة تؤدي إلى اتساع المهبل بشكل دائم.
الحقيقة العلمية: تتكيف عضلات المهبل مع النشاط الجنسي ولكنها تحافظ على مرونتها وقدرتها على العودة إلى وضعها الطبيعي.
الخرافة الرابعة: الولادة الطبيعية تؤدي إلى ترهل المهبل بشكل دائم.
الحقيقة العلمية: صمم الجسم الأنثوي ليتعافى بعد الولادة، وعادة ما تعود العضلات إلى طبيعتها مع الوقت والتمارين المناسبة.
التشريح الوظيفي لعضلات المهبل
يمكن تشبيه عضلات المهبل بأنها تشبه الجوارب المطاطية التي تحتضن منشفة صغيرة، حيث تمثل القبضة عضلات قاع الحوض التي تتحكم في إحكام القبضة حول المهبل، بينما تمثل المنشفة الصغيرة عضلات جدار المهبل القابلة للتمدد. تتميز هذه العضلات بقدرة فائقة على التمدد أثناء العلاقة الجنسية أو الولادة، ثم العودة إلى حالتها الأصلية بعد انتهاء هذه العمليات.
أسباب الشعور بضيق المهبل
عدم استرخاء العضلات: يؤدي التوتر والقلق إلى انقباض العضلات لا إرادياً، مما يسبب الشعور بالضيق والألم أثناء العلاقة.
نقص الترطيب: ينتج عن قلة الاستثارة الجنسية أو عدم استخدام مواد مرطبة، مما يؤدي إلى الاحتكاك المؤلم وانقباض العضلات.
العوامل النفسية: الخوف والقلق من الألم أو التجارب السابقة المؤلمة.
المشاكل الصحية: مثل الالتهابات أو الأمراض الجلدية.
الحمل والولادة: التغيرات الهرمونية والجسدية المصاحبة.
تأثير الجنس والولادة على المهبل
يشبه تأثير العلاقة الجنسية أو الولادة على المهبل تأثير تمدد الفم بإصبعين، حيث يعود الفم إلى وضعه الطبيعي فور إزالة الأصابع. كذلك الحال مع المهبل، فإنه يتمتع بمرونة عالية تسمح له بالتمدد أثناء العلاقة الجنسية أو الولادة، ثم العودة إلى وضعه الطبيعي بعد ذلك. تنصح الأبحاث الطبية بتأجيل استئناف العلاقة الجنسية بعد الولادة لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، وقد تزيد هذه المدة في حال وجود غرز أو مضاعفات.
الأسباب الحقيقية لاتساع المهبل
التقدم في العمر: يؤدي انخفاض مستوى هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث إلى فقدان المرونة في الأنسجة.
الولادات المتكررة: خاصة إذا كانت صعبة أو استخدمت فيها الأدوات المساعدة.
العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دوراً في تحديد قوة ومرونة العضلات.
بعض الأمراض: التي تؤثر على الأنسجة الضامة.
تمارين كيجل العلاجية
تمثل تمارين كيجل حلاً فعالاً لتقوية عضلات قاع الحوض، وتتم وفق الخطوات التالية:
التعرف على العضلات الصحيحة: من خلال محاولة إيقاف تدفق البول أثناء التبول.
تفريغ المثانة: قبل البدء بالتمارين.
الاستلقاء على الظهر: في البداية لتسهيل التركيز على العضلات الصحيحة.
انقباض العضلات: لمدة ثلاث إلى خمس ثوانٍ.
إرخاء العضلات: لمدة مماثلة.
التكرار: من عشر إلى20 مرة متتالية، ثلاث مرات يومياً.
النصائح المهمة
الانتظام: في ممارسة التمارين للحصول على النتائج المرجوة.
التدرج: في زيادة مدة الانقباض والتكرار.
التركيز: على العضلات الصحيحة وتجنب استخدام عضلات البطن أو الأرداف.
النتائج المتوقعة
تحسن ملحوظ: خلال أربعة إلى ستة أسابيع.
استعادة القوة الكاملة: خلال ثمانية إلى twelve أسبوعاً.
تحسين المتعة الجنسية: للطرفين.
الوقاية من سلس البول.
الخاتمة والتوصيات
يجب التعامل مع موضوع اتساع المهبل وضيقها من منظور علمي صحيح، والابتعاد عن الخرافات والمفاهيم الخاطئة. تمثل تمارين كيجل حلاً أمثل للحفاظ على صحة وقوة عضلات قاع الحوض، كما ينبغي استشارة الأطباء المتخصصين في حال وجود أي مشاكل مستمرة أو مقلقة. تبقى التوعية الصحية والعلمية هي الأساس في تصحيح المفاهيم وبناء فهم سليم لطبيعة الجسم الأنثوي وتغيراته.
تعليقات :0